أنت ضحيّة زيرو واحد

التّكنولوجيا الحديثة بما فيها برامج الكمبيوتر والأقمار الصّناعيّة والموبايل، هي أجهزة رقميّة (ديجتال)، وهذه الأجهزة تعمل ببرامج (software).
هذه البرامج بكلّ أشكالها تتكوّن من رقمين فقط هما الـ 0 والـ 1

لقد تمَّ إعادة تشكيل عالمنا بسبب هذين الرّقمين.
هذين الرّقمين صَنَعا جداراً من العزلة حول كلّ فرد، وفَتَحا آفاقنا إلى العالم الافتراضي الواسع حولنا، وأغلقانا عن عالمنا الحقيقي.
بين ثلاث شاشات ينصبُّ تركيز كلٍّ منّا: شاشة الموبايل، والكمبيوتر، والتّليفزيون.
أصبحت مشاعرنا عبارة عن بوستات على الفيس بوك وتويتر، وكلامنا عبارة عن رسائل عبر الماسنجر والواتس آب .. إلخ

الدّراسات تؤكّد ذلك
أظهرت دراسة حديثة قام بها باحثون من جامعة بوسطن الأمريكيّة، مفادها أنّ الاستخدام المفرط لمواقع التّواصل الاجتماعي يمكن أن يتسبّب بالفوضى في العلاقات العاطفيّة، فهناك علاقة بين استخدام وسائل التّواصل الاجتماعي كـ"الفيس بوك" و"تويتر" وبين المشاكل الاجتماعية المتعلّقة بالطّلاق والعلاقات العاطفيّة.
وأكّدت دراسات أُخرى أجراها الدّكتور "روسل كلايتون" من جامعة "ميسوري"، وأساتذة بجامعة بوسطن الأمريكيّة، وشملت مستخدمي "فيس بوك" الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و82 سنة، وكان السّؤال: كم من الوقت يقضون على الفيس بوك وكم مرّة حدثت مشكلة مع شركائهم العاطفيّين بسبب هذا الموقع؟، فأظهرت نتائج الدّراسات أنّ استخدام فيس بوك، كان مؤشِّراً كبيراً على ارتفاع معدّل الطّلاق بين الزّوجين وتزايد معدّل المشاكل بينهما.

كُن يَقِظاً
نحن ننجرف دون أن نشعر، وعلى كلّ زوج وزوجة واعيَين أن يكونا يقظَين.
علينا أن نحدّد الأولويّات وألّا نعطي فرصة لأيّ شيء أن يسلب دفء العلاقة بين كلّ أفراد الأسرة.
حتّى وإن تركت نفسك وأسرتك وانجرفتم بعيداً حتّى فَتُرَتْ علاقتكم، أو كانت على وشك الانهيار، فاستيقظ وابدأ من جديد.

عزيزي / عزيزتي
هناك إله يسمع الصّلاة ويستجيب، وهو يريد أن يملأ بيتكم بالحبّ والسّلام والدّفء. أَغمِض عينك وجرِّب أن تقول له هذه الكلمات:
يا ربّ
لقد سَرَقتني التّكنولوجيا من نفسي ومن أسرتي
وسرقتني من أن أعرف الطّريق إليك
كنت أبحث عن شبع لرغبات وشهوات وملء فراغ كبير في قلبي
ولكن أنت وحدك من يستطيع أن يملأ فراغ قلبي
أنت وحدك من يستطيع أن يشبعني بالحبّ
أحتاج أن أعرفك من جديد
يا ربّ