بين براءة وجمال الطفولة، والشر الموجود في العالم
الميل الأخضر هو المسافة التي تفصل حجرة الإعدام عن السجن، هذا الميل من المفترض أنه مخصص لمن ارتكبوا جرائم تستحق الإعدام، ولكن هذا الضخم الأسود البريء من أي جرم، يجسد جمال الإنسانية ونقائها، ولكن يحكم عليه ظلم بالإعدام..
تحكي قصة الفيلم عن أحد المحكوم عليهم بالإعدام (جونكوفى)
المتهم باغتصاب وقتل فتاتين صغيرتين والذي بدت عليه علامات الطاعة و المسالمة بشكل غريب،وكان دائم البكاء بسبب ما يراه من شر لا يستطيع التعايش معه.
تبدأ الإثارة في الفيلم عندمايقوم جون كوفيب مساعدة بول (توم هانكس) في التخلص من ألمه الذي عاناه بوجود حصوة في المسالك البولية بمجرد لمسه وإخراج هذا الشيء كرماد من فمه،ويتعجب (بول) بل ويشتد العجب عندما يقوم (جون)، بمساعدة زوجة صديق بول في الشفاء من سرطان المخ.
يحاول بول مساعدة جون في إثبات براءته ولكن الأخير يحسم الأمر ليسير الميل الأخضر إلى غرفة الإعدام، وقد كان هذا الحوار من أجمل المشاهد في الفيلم.
يقول بول "عندما أقف أمام الله ويسألني، لماذا قتلت واحد من الصالحين، ماذا سأقول وقتها..؟" فيجاوبه جون "ستقول أنك فعلت ذلك عطف منك، أعلم أنك قلق وتعاني، أستطيع أن أشعر بذلك ولكن عليك أن تكف عن ذلك، أريد أن ينتهي هذا الأمر معك، أنا متعب يا سيدي، متعب من كوني وحيدًا في الطريق كعصفور تحت المطر.. تعبت من البشر لأنهم سيئين مع بعضهم، تعبت من كل الآلام التي أشعر بها وأراها في العالم كل يوم وهناك الكثير منها، إنها تزعجني دائمًا".
يعدم هذا الرجل المتهم ظلمًا بأنه قتل أطفال، ولكن الحقيقة العميقة تقول إن حجم الشر وعدم المحبة الموجودة في العالم هي التي قتلت الأطفال بداخلنا.
عزيزي لقد قال السيد المسيح هذه الكلمة "إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال لن تدخلوا ملكوت السماوات"، هذا ما نحتاج إليه، أن ننفض عنا قاذورات الشر التي قتلت براءة وجمال الطفولة بداخلنا، ونعود مثل الأطفال من جديد.