كنتُ في الثّالثة والعشرين من العمر حينما سمعت من يقرع باب شقّة
العذاب التي كنت أقطن فيها مع ثلاثة شباب آخرين في إحدى محافظات مصر ..
فتحتُ الباب لأجد سيّدة جميلة تطلب منّي أن أذهب إلى شقّتها المجاورة لنا لإصلاح مشكلة في الكهرباء، فهممت لمساعدتها، كان الوقت متأخّراً ولذلك ارتبكتُ بعض الشّيء ولكنّي افترضت أنّ أحد أفراد أسرتها موجود في الشّقّة ..
دخلتُ الشّقّة وعيني تبحث في هذا الضّوء الخافت جدّاً عن شخص آخر هناك، ولكنّي لم أجد، فسألتها ما هي مشكلة الكهرباء؟
فجاوبتني، "ممكن تلقي نظرة على لوحة الكهرباء خلف الباب؟"
وحينما أغلقتُ الباب بما يسمح لي بالنّظر للّوحة، وجدتُها تكمل غلق الباب وتقترب منّي ..
توتّرت، وقلتُ لها غداً يمكن أن نجد فنّي يصلحها ..
وهربتُ ..
فوجئتُ بأنّ أحد زملاء السّكن كان يتلصّص عليّ، وقد شاهد ما حدث .. وأخبر جميع زملائنا في العمل ..
هذه القصّة حدثت بالفعل بكلّ تفاصيلها ..
المدهش هنا هو ردّ فعل زملاء العمل ..
بعضهم أتى ليسألني لماذا رفضتُ هذه الفرصة؟
وبعضهم أصبح يزورنا بصورة مستمرّة علّه يقابل هذه السّيّدة ..
ولكن بالنّسبة لي فالأمر مختلف بسبب الحُبّ ..
لقد قرأتُ وتعلّمتُ أنّ الجنس ليس مجرّد غريزة حيوانيّة ولكنّه شيء راقٍ جدّاً ..
شيء مرتبط بالحُبّ والالتزام والاستمرار ..
ولذلك لن أمارس الجنس إلّا مع الفتاة التي سأحبّها وأتزوّجها ..
يقول البعض إنّ الجنس هو غاية الحُبّ ونهايته ..
ولكنّي أتّفق مع من يقول إنّ الجنس هو غذاء الحُبّ الأكبر ..
ذلك لأنّ الحُبّ هو قبول غير مشروط للطّرف الآخر وبالتّالي هو قبول لشكله وجسمه وكلّ شيء فيه ..
هذا القبول يجعل الطّرف الآخر هو مصدر الشّبع الوحيد لهذه العلاقة الدّائمة ..
الخلاصة، لن تشعر بلذّة الجنس الحقيقيّة إلّا مع الحُبّ الحقيقي الدّائم ..