أريد أن أعترف بسرّ لا يعرفه أحد في هذه الدّنيا،
يعتبرني البعض بالرّغم من سنّي الصّغير فأنا 23 سنة مَثَل أعلى لقريباتي وصديقاتي، فأنا إنسانة ناضجة .. كما أنّني خرّيجة لإحدى كليّات القمّة، والأهمّ من كلّ ذلك فأنا متديّنة ..
السّرّ هو: لديّ على الفيسبوك حسابين، واحد باسمي الحقيقي، وحساب آخر مزيّف، به شخصيّة وهميّة لي، ولكنّي أظنّ أحياناً أنّها شخصيتي الحقيقيّة بالرّغم من أنّ اسمي وبياناتي كلّها غير حقيقيّة .. هذا الحساب فيه كلّ ما تتخيّله من كلام في الجنس ومواقع وصور وأفلام جنسيّة.
كلّ شيء مباح في هذا الحساب، في الحقيقة أنّني مدمنة للمواقع الجنسيّة، ومدمنة للكلام في الجنس وبسبب ذلك فأنا أمارس العادة السّريّة باستمرار.
أشعر بأنّني إنسانة سيّئة ومزيّفة، وأنا أتعامل مع كلّ من هم حولي أشعر أنّي أخدعهم، وأشعر بالخزي لأنّي أتذكّر ما أراه على هذه المواقع، فأخجل من نفسي التي يحترمها من لا يعرفون شيئاً عن حقيقتها ..
ساعدوني لكي أكون إنسانة حقيقيّة وليس إنسانة شهوانيّة ومزيّفة.
صديقكتم (س. م)
إدمان المواقع الجنسيّة
بالنّسبة للبعض يمثّل الإنترنت والقنوات الفضائيّة ثورة معلومات لم تحدث في تاريخ البشريّة، وبالنّسبة للبعض الآخر فإنّهم يمثّلون ثورة جنسيّة لم تحدث أيضاً في تاريخ البشريّة.
وأنتِ عزيزتي الشّابّة، تعيشين هذه المعاناة، تتألّمين من سيطرة الجزء المظلم فيك على نفسك، فهو يظهر بقوّة في الظّلام. فتشاهدي الأفلام الإباحيّة، وتدخلي في حوارات جنسيّة .. وتمارسين العادة السّريّة، ثمّ تندمين وتحزنين وتشعرين أنّ صورتك مشوّهة أمام نفسك ..
الجنس ليس شرّ
ذهب أحد الخدم للأمير الصّغير يقول له، لقد أريتك كلّ ما في القصر، باستثناء هذه الحجرة، لأنّ والدك أخبرني ألّا أجعلك تراها أو أخبرك عن أيّ شيء يخصّها! إنّها حجرة خطيرة جدّاً على حياتك، إيّاك أن تقترب منها. لا تنس أنّني أخبرتك بأنّ هناك سرّاً خاصّاً بهذه الحجرة، فلا تقترب منها أبداً .. وظلّ يحذّره كلّما رآه ألّا يقترب من هذه الحجرة نظراً لما تحتويه من أسرار وأشياء خطيرة.
إنّ هذه التّحذيرات السّابقة من الخادم دفعت الأمير لأن يتسلّل في الظّلام ليعرف ما بداخل هذه الحجرة. بالرّغم من أنّها تحذيرات لكي لا يقترب منها، إلّا أنّها جعلت لدى الأمير رغبة جارفة وسريّة لدخول هذه الحجرة في الخفاء.
هذا هو الجنس بالنّسبة لنا، تعلّمنا أنّه حرام وخطر ولا ينبغي الاقتراب منه. فأصبح كلّ همّنا هو اكتشافه والاقتراب منه، ولكن في الظّلام..
الجنس ليس شرّاً، فالله هو من خلقه، خلقه لا لأجل التّكاثر فقط، ولكن خلقه لكي يكون سبب للوحدة الجسديّة والنّفسيّة والرّوحيّة بين الزّوجين.
خلقه ليكون شيئاً جميلاً ونقيّاً وراقِياً، ولذلك علينا أن نغيّر نظرتنا للجنس ونفكّر فيه بشكل مختلف، لأنّه بالفعل مختلف عن كلّ التّصوّرات التي صوّرتها لنا الأفلام والصّور الجنسيّة.
علينا معرفة أنّ هذه الحجرة المكتوب عليها الجنس، ليست بهذه الصّورة وهذا الشّكل الذي تعلّمناه من أُسَرنا ومن المجتمع من حولنا، ولكنّها حجرة جميلة، لا يوجد مشكلة في التّعرّف عليها، ولا يوجد مشكلة في الاقتراب منها في النّور.
بسبب هذا الغموض وهذه السّريّة حول الجنس، نبدأ في البحث عنه في الخفاء، بعيدًا عن أعين النّاس، والطّبيعي أن نسمع ونشاهد أشياء غير حقيقيّة لأنّها تأتي إلينا من مواقع تجاريّة، هدفها هو أن تثير شهواتنا بهذه الصّور الغير واقعيّة. وبذلك تجعل عقولنا وكأنّها مجمّدة ولا تعمل، ما يعمل فقط هو غرائزنا وشهواتنا البدائيّة التي نوظّفها بشكل خاطئ.
ثمّ نسقط في العادة السّريّة. ثمّ نشعر بتأنيب الضّمير وبأنّ صورتنا أمام أنفسنا مشوّهة. ونتعجّب بعدها ونتساءل، لماذا تتوقّف عقولنا عن العمل حتّى نعمل ما لا نريد أن نعمله.
الحلّ في النّقاط التّالية
1- أَحبّي نفسك وانظري لها نظرة مختلفة.
هذه الخطوة الأولى، فلا تعنّفي نفسك، بل اقبليها وأَحبّيها واغفري لها أخطاءها وضعفاتها، وانظري لها نظرة مختلفة، وبذلك ستكونين أقوى.
2- التّجديد
شيء رائع أن تتمتّعي بالتّجديد، فالتّجديد يجعلك تتمتّعي ببراءة وحريّة نفس وانطلاق .. التّجديد هو أن يتمّ مسح كلّ السّقطات والخطايا السّابقة من حياتك. هو أن تصبحي إنسانة جديدة.
ولكن كيف سأكون إنسانة جديدة؟ (اقرأي الخطوة القادمة)
3- المساعدة
لكي تستطيعي أن تتجدّدي وتتغلّبي على ضعفاتك فأنتِ تحتاجين للمساعدة، المساعدة من: السّيّد المسيح، هو فقط من يستطيع أن يرفع كلّ خطاياكي:"هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!" إنجيل يوحنا 1: 29.
هو يستطيع أن يحمل ويطهّر من كلّ خطيّة، مهما كانت ثقيلة، بل ويستطيع أن يجعلك بارّة وكأنّك لم تخطئي أبداً.
- الحريّة
وأنا أكتب هذا المقال، تصفّحت ردود المتخصّصين وغير المتخصّصين على شباب وبنات يعانون من إدمان المواقع الجنسيّة. وجدت عدداً كبيراً من النّصائح الجيّدة، ولكنني وجدت ردوداً كثيرةً محتواها هو أنّهم يفعلون كلّ ذلك ولا يستطيعون أن يتخلّصوا أو يتحرّروا من إدمان المواقع الإباحيّة وما يلي ذلك من أفعال.
السّبب هو أنّ الخطيّة أقوى منّا، فنحن نحتاج لمن هو أقوى من الخطيّة ليحرّرنا منها.
وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ، الحق الذي هو السيد المسيح، ولذلك عزيزتي، إذا كنتِ تحتاجين لمعرفة الشّخص القادر أن يحرّرك، وتحتاجين للمساعدة، تواصلي معنا، فنحن سنساعدك لأن تعرفي هذا الإله الذي يحرّر ويطهّر من كلّ خطيّة.