تعتبر مساحة السودان الشاسعة وتنوع طبيعتها وتراثها التاريخي والثقافي، حافزا هاماً في إيلاء السلطات الحكومية القطاع السياحي أهمية كبيرة فقامت بتنظيم هذا القطاع تنظيما ملفتا من خلال إنشاء وزارة السياحة، لكي يكون مصدرا فعالا للدخل القومي من جهة، ولتعريف العالم على هذه الثروة الغنية التي يمتلكها السودان...من أجل ذلك قامت الدولة ببناء مراكز سياحية على مختلف مساحة البلاد وربطها بشبكة مواصلات تسهل عملية من وإلى هذه المراكز...
معالم سياحية وآثار
من المراكز السياحية البارزة استراحات وقرى سياحية في أماكن مختلفة من البلاد مثل استراحات جبل مرة واستراحات الحظائر القومية بجانب القرى السياحية مثل قرية عروس على البحر الأحمر ومعسكر الدندر داخل محمية الدندر الطبيعية...
إلى ذلك ففي السودان آثار تاريخية قديمة تعود الى حقبات ما قبل وبعد الميلاد..هذi الآثار تتكون من حصون وقلاع وأبنية وأدوات وتحف وتماثيل وقبور وأسلحة وغيرها ... والسودان غني إلى حد كبير بهذه المواقع ومنها على سبيل المثال مدينة النقعة التي تعتبر أحد المراكز الهامة لمملكة مروى وبها معبد الإله الأسد أبادماك ومعبد الإله آمون والكشك الروماني...وهناك منطقة المصورات الصفراء، ومن أهم الآثار فيها السور العظيم ومعبد الإله المروي سيبو مكر ومجموعة من آثار الممالك المسيحية التي امتد نفوذها إلى ما بعد منطقة (سوبا) جنوب الخرطوم...
ومن المعالم السياحية الهامة جبل مرة ويعتبر جاذب سياحي في إقليم درافور ويبلغ ارتفاعه 10 آلاف قدم فوق سطح البحر ويسود فيه مناخ البحر الأبيض المتوسط وبه تنوع نباتي كبير...كذلك من المعالم السياحية الهامة منطقة الرشاد في إقليم كردفان وتتمتع بمناخ معتدل طوال أيام السنة بجانب طبيعة خلابة وتكثر فيها بساتين الفواكه وكذلك المواقع الأثرية، بالإضافة إلى جبال النوبة التي تزخر بتنوع طبيعى فريد، إلى جانب بحيرة كيلك التي تعتبر منتجعا لهواة المناظر الطبيعية وصيد الطيور.
المتاحف
ايضا في السودان شبكة متاحف تضم فيها مجموعات كبيرة من الآثار المختلفة العائدة الى حضارات عرفها السودان عبر التاريخ القديم والحديث...
*متحف السودان القومي
يضم عدد كبير من التحف الأثرية المكتشفة في العديد من المناطق السودانية والتي ترجع الى عصور التاريخ القديم الى زمن الممالك المتلاحقة التي حكمت السودان...فيه مقتنيات حجرية وجلدية وبرونزية ومنحوتات وأواني وأدوات وأسلحة كانت تستخدم في تلك الأزمنة البعيدة...
وفي حدائق المتحف تُعرض العديد من الآثارات التي تعود الى معابد ومدافن ونصب تذكارية وتماثيل...
وأعمدة كاتدرائية فرس...
*متحف التاريخ الطبيعي:
افتتح هذا المتحف عام 1929م ويحتوي على أنواع مختلفة من الطيور والزواحف والتي تعرض حية أو محنطة مع معلومات موجزة عن كل حيوان ومناطق وجوده واسمه العلمي والمحلي، ويعتبر المتحف ممثلا للبيئات الطبيعية في السودان ...
*متحف بيت الخليفة:
يقع هذا المتحف في مدينة أم درمان في منطقة غنية بآثار حقبة الدولة المهدية، وكان في السابق مقرا لسكن الخليفة عبد الله التعايشى إبان الدولة المهدية وخليفة قائد الثورة المهدية الإمام محمد أحمد المهدي، وقد شيد المبنى عام 1887م على يد المعماري الإيطالي بيترو كما شيد الجزء الملحق به والمكون من طابقين عام 1891م وقد تحول المنزل إلى متحف تاريخي عام 1928م وهو يحتوي على العديد من المقتنيات النادرة لتلك الحقبة كما يشتمل على مقتنيات تعود إلى ما قبل الدولة المهدية.
*متحف القصر الجمهوري:
افتتح رسميا عام 1999م ويستقبل زواره في أيام الجمعة والأحد والأربعاء من كل أسبوع، ويهتم المتحف بتوثيق وحفظ المقتنيات الرئاسية والنشاط الرئاسي إبان الحقب المختلفة من تاريخ السودان الحديث، ويضم العديد من المقتنيات التاريخية والرئاسية كما يضم معرضا خارجيا كجناح للسيارات الرئاسية القديمة وتوجد به مكتبة عامة...
المراكز السياحية الطبيعية
لا تقتصر زيارة السائح الى السودان على زيارة الأماكن الأثرية فحسب، بل بمقدر السائح أن يتمتع بجمال الطبيعة الخلاب حيث المحميات الطبيعية والبحيرات والمنتجعات الموزعة في مختلف أقاليم السودان...مثلا، يمكن للراغب بالسياحة في السودان أن يزور محمية الدندر وهي تعتبر أكبر محيمة للحيوانات والطيور في قارة افريقيا...وأيضا محمية الردوم في جنوب دارفور...إلى ذلك، لا بد للسائح من التمتع بزيارة الشواطئ الرملية و ضفاف نهر النيل حيث تكثر المقاهي والاستراحات والنوادي الرياضية التي تؤمن إقامة مريحة وممتعة للسياح...