يعتقد أو يؤمن الأحباء المسلمون أنّ السيد المسيح قد أنبأ وبشّر في الإنجيل المقدس بنبي ورسول يأتي بعده اسمه أحمد. من المهم جداً حتى نتحقق من صحة هذا الإدعاء عن النبؤة ب أحمد، أن نطرح مجموعة أسئلة بديهية ومنطقية تحتاج إجاباتٍ واضحةٍ وصريحة.
وقبل عرض أسئلتنا، نؤكد بكل يقين وبكل إيمان وثقة بأنّ الرب يسوع المسيح لم يأتِ على ذكر رسول الإسلام باسمه المعروف به وسط المسلمين (محمد) ولا بأي لقب آخر له سواء كان أحمد أو غيره من ألقاب أو أسماء أخرى كان يُعرف بها.
أسباب اعتقاد المسلمين
يؤمن المسلمون أنّ المسيح أنبأ برسول الاسلام محمد لأن القرآن قد ذكر ذلك نقلاً عن قولٍ منسوبٍ للمسيح جاء فيه: "...وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ (الصف6). أمّا نحن فنرد على هذا الكلام فنقول: أيُّ كلامٍ منسوبٍ للمسيح من خارج الإنجيل المقدس هو مرفوض ولا نعتدُّ به...ممّا يعني أن هذا الدليل الذي يقدّمونه لا نعتدُّ به إطلاقاً. لكنّ البعض ولكي يبرروا صحة هذا الكلام المنسوب للمسيح، يحتجّون بأنه كان مذكوراً في الإنجيل صراحةً قبل أن يتمّ تحريفه كما يدّعون...وبدورنا نسأل: أيُعقل أن يسمحَ الله بإلغاء هذا النص الصريح من الإنجيل خاصة أنّه يتعلق بمن يؤمنون أنّه خاتم الأنبياء؟ أمام هذا السؤال الذي لم نجد له إجابة بعد، يردّ المسلمون بأنّ الله أبقى نصوصاً في الإنجيل المقدس لم يطلها التحريف وهي نبؤة عن محمد رسول الإسلام...
ما هي هذه النصوص ؟
هل حقاً هي نبؤة عن رسول الإسلام؟ -يستشهد المسلمون بما جاء على فم السيّد المسيح في إنجيل يوحنا: "إن كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ، وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً (بارقليط) آخَرَ (يوحنا 14: 15 و16). يؤكد المسلمون أن المعزّي (البارقليط) المقصود هو محمد نبي المسلمين...ونحن نسأل: هل رسول الإسلام مرسل من الله بطلب من المسيح؟ أمّا أنهم كانوا يظنون أنّ كلمة البارقليط هي إشارة عن محمد فهم قد أخطأوا...وبمتابعة بسيطة للنص في يوحنا نقرأ: 17رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ. (يوحنا14: 17). يتبين لنا أنّ المعزي هو روح ولن يراه العالم لأنه لا يُرى بالعين...ثم أن الكلام موجّه مباشرةً للرسل حيث أن روح الحق يسكن فيهم...فهل هذا ينطبق على رسول الإسلام؟ أيضاً من النصوص الإنجيلة التي يعتمدها المسلمون على أنّها نبؤة عن رسولهم على فم المسيح، قوله في إنجيل يوحنا: "26وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ." (يوحنا14: 26). أيضاً نسأل: هل يقبل المسلمون أن يكون محمدٌ مُرسلاً باسم المسيح؟ هل الروح القدس هو رسول الإسلام؟ هل حقاً ذكّر نبي المسلمين الناس بكل ما قاله وعلمه المسيح؟
نأتي الى نص آخر يعتمده الأحباء المسلمون: "«وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ، رُوحُ الْحَقِّ، الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ، فَهُوَ يَشْهَدُ لِي. 27وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا لأَنَّكُمْ مَعِي مِنَ الابْتِدَاءِ." (يوحنا15: 26-27) بناء على هذا النص نسأل: هل يرضى المسلمون أن يكون المسيح هو من أرسل نبي الإسلام؟ هل هو منبثق من عند الآب؟ هل يؤمن المسلمون أساساً بالآب؟ هل يقبلوا أن تكون مهمة رسولهم هي الشهادة للمسيح ؟ ويبقى سؤال أخير: لماذا لم يبشِّر المسيح برسول الإسلام باسمه الحقيقي المعروف من قِبَلهم أي محمد، بل بشّرهم بِاسم آخر وهو "أحمد"؟
صديقي القارئ، الرب يسوع المسيح لم يبشّر إطلاقاً برسول الإسلام ولم يُشِر إليه بأي اسم أو لقب...وجلّ ما أنبأ به المسيح قائلاً: "11وَيَقُومُ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ كَثِيرُونَ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ. (متى24: 11).
هل يحتاج الإنسان إلى رسالة إلهية بعد رسالة المسيح؟
التّبشير بالمسيح وبالإنجيل أَم التّنصير؟ لماذا؟