طَلَبَ صاحب الشّقّة التي نسكن فيها، منّا (أنا وعائلتي) أن نسلّمها له في غضون 3 أشهر. وبالتّالي علينا أن نبحث عن شقّة جديدة للسّكن.
وهذا طبعاً أمر صعب لأي عائلة في نقل مسكنها مع أنّنا نعرف أنّ الشّقّة التي نسكنها ليست لنا وسيأتي يوم نتركها فيه. لكن عندما أتى هذا اليوم وقع علينا وقوع الصّاعقة. خاصّة أنّنا نحضّر أنفسنا كعائلة لبداية العام الدّراسي وما يرافقه من أمور.
في غمرة الأفكار التي تزاحمت دفعة واحدة في ذهني، فكّرت في التّمرّد. نعم أن أتمرّد على هذا القرار. وما الذي سيحصل، سيكون هناك مشاكل ومحاكم وغضب وخصام و ... و ... لا أهتمّ لذلك. كلّ ما أهتمّ له هو أنّني وجدت الحلّ. والحلّ هو أن نبقى في الشّقّة ونتمرّد، وبهذا لن يكون هناك نقل للسّكن. لكن عندما فاتحتُ زوجتي بهذا الأمر، قالت لي: "هل هذا خليل العتيق أم الجديد الذي يتكلّم؟".
لم أسألها ماذا تقصد لأنّني فهمت مغزى سؤالها. فعلاً لقد عاد خليل القديم (الغير مؤمن بالمسيح) ليتكلّم بالطّريقة نفسها كما لو أنّه لم يختبر نعمة الله ورحمته وغفرانه. عاد الغضب ليتملّكني وليعبث في أفكاري ليقودني إلى المشاكل مع الآخرين.
لكنّني أشكر الله لأجل زوجتي التي نبّهتني لهذا الأمر الهامّ جدّاً، أنّ مثل هكذا تصرّفات ليست من صفات المؤمن بالمسيح. فالمسيحي لا يتمرّد ولا يسعى للمحاكم ولا للمشاكل. وكمؤمن بالمسيح يجب أن يظهر دائماً خليل الجديد (المسيحي) الذي يحبّ ويتعامل بالرّفق والمودّة مع الآخرين.
تذكّرت عندها قول الإنجيل المقدّس: "إذاً إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة: الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكلّ قد صار جديداً". (2 كورنثوس 5: 17).