الاختبار الثاني - نكران الذات
متّى 16: 24 "حينئذ قال يسوع لتلاميذه إنْ أراد أحد أن يأتي ورائي فليُنكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني". |
|
الخطوة الأولى كانت أن تجلس وتحسب النّفَقة. لقد قرّرتَ أن تتبع المسيح مهما كان الثمن. حَسَنٌ، والآن تأتي الخطوة التّالية على طريق الفرح الكامل وخلاص المسيح. هذه الخطوة ستضمن لك حياة مُكرَّسة لمن تتبعه: في الهدف (انكُر نفسك)، في توجُّه القلب (احْمِل الصّليب)، في السّلوك (اتْبعني). سرّ الانتصار وسط الضّيقات لا يُعرَف إلاّ حين نُنكر أنفسنا. عندما نتخلّى عمداً عن حقوقنا كقوة ذات سيادة في حياتنا الخاصة ونخضع بالتّمام وبدون شروط لمشيئة الله، فإنّنا نحقّق حياة هادفة تجعلنا نحتمل كلّ الظّروف المعاندة. أعظم وصيّة لكلّ من يتبع المسيح هي حياة يملؤها السّجود (متّى 22: 36 ـ 40). ورغم ذلك فإنّ شروط التّلمذة هي أن يتنازل المرء عن عرش المصلحة الشّخصيّة والتّمركُز حول الذات. (متّى 16: 24)، إنكار الذات ليس مبنيّاً على الخضوع الآلي بل على السّجود كامل. فَهِمَ الرّبّ يسوع قلب الإنسان أفضل من الإنسان نفسه. وأصبح هذا الأمر نقطة الانطلاق نحو حياة الأمانة. لا مكان للأنانية، ولا توجد نقطة انطلاق أخرى لو ثابرتَ وتحمّلتَ المشقّات. تخلَّ عن عرشك ومملكتك، وتنازل عن حقوقك. سلّم دفّة القيادة، وتنازل عن إمكانياتك وخططك. مُتْ عن الطموح الأناني وتحقيق الذات. اترك (كلّ شيء). احمل (صليبك) واخرج (من الأماكن التي تجد راحتك فيها). |
|
"فيلمون"، قسّ شاب في بوتان، يخدم وسط المؤمنين في بلدته التي عانت كثيراً من الظّلم والاضطهاد. سرعان ما اكتشفوا أمره وقبضوا عليه، أخذوه إلى قسم الشرطة حيث صادروا كتابه المقدس وضربوه حتّى فقد الوعي. وعندما استردّ وعيه امتلأ فرحاً، يا له من امتياز عظيم أن أتألّم من أجل الرّبّ!. ولأيّام بدت كأنّ لا نهاية لها تكرّر ضرب الشرطة له حتّى يفقد وعيه، وما أن يقوم في اليوم التالي حتّى ينهالوا عليه بالضّرب مرة أخرى. علّق "فيلمون" على الأزمات التي مرّ بها قائلاً: "لم يكن يشغلني إلاّ أمر واحد وهم يضربونني، فقد كنت أعلم أنّ هناك مؤمنين يشاهدونني وأنا أُضْرَب، ولم أكن أريد لهم أن يخافوا أو يُصابوا باليأس والإحباط، لذا كان عليّ أن أظلّ مبتسماً وهم ينهالون عليّ بالضّربات". ما أعظمها من شهادة عندما تنكر ذاتك، ما أحلاها من شهادة عن العبادة الحقيقية. عندما تفكّر في المحيطين بك بدلاً من أن تفكّر في آلامك، إنه تصرف رائع شبيه بما عمله المسيح! |
|
"عَظَمَة قوّة الإنسان تُقاس بمقدار خضوعه" وليم بوث |
|
يا ربّ، أُسلّم حياتي لقيادتك. أُعلن أنك سيّد على حياتي وأنّني أعيش لمجدك ولملكوتك. ليتك تجعل كل تجربة وكل ضيقة تُظهرك أكثر في حياتي وتُخفيني أنا عن المشهد. |