بالرغم من عددهم القليل في مملكة البحرين فإن المسيحيين فيها ليسوا طارئين عليها كما يظن البعض، بل هم من أهل الممكلة الأصليين المتجذرين فيها تاريخياً وجغرافياً...المسيحيون في البحرين مواطنون أصيلون ولو أنهم لا يتمتعون بالحقوق ذاتها التي لغيرهم من المواطنين من دين آخر...وبحسب مراجع موثوقة، فإن المسيحيين يشكلون نحو 9% من سكان البلاد الذين يحملون الهوية البحرينية وهم يتوزعون على اكثر من الف عائلة من اصل بحراني...
الى ذلك يوجد عدد كبير من المسيحيين الذين يحملون الجنسية البحرينية من اصول عربية، هذا بالإضافة الى وجود عشرات آلاف المسيحيين من جاليات عربية وغربية وآسيوية. يتمتع المسيحيون في البحرين بحرية العبادة ضمن كنائس مرخصة من الحكومة والتي يبلغ عددها حوالي 35 كنيسة موزعة في مختلف المدن البحرينية...كما يوجد في مجلس الشورى البحريني عضو مسيحي هي السيدة أليس سمعان...
تاريخ المسيحية في البحرين
في تقرير أعدّه أحد الباحثين عن تاريخ الوجود المسيحي في البحرين، توصل الى أن المسيحية دخلت البحرين منذ القرون الأولى لنشأتها حيث تم العثور على آثار أديرة وكنائس نقوش بلغات سريانية وآرامية...ومن الأدلة التي أبرزها الباحث على جذور المسيحية في البحرين وجود آثار لأسقفية (مركز ديني مسيحي) في منطقة سماهيج...وكذلك وجود قرى لا زالت حتى اليوم تحمل أسماء كانت وما زالت تستخدم في الدين المسيحي ، وهذه القرى هي:
*قلالي: اصل الكلمة من اللغة اليونانية ( KELLION) وكان يطلقها المسيحيون في ذلك الزمان على أماكن العبادة التي كانت تعتبر بمثابة الدير أو الصومعة أما التفسير الحرفي للكملة فهو مسكن الرهبان...وترجمت هذه الكلمة الى السريانية "قليتا" ...
*الدير: ايضاً هي كلمة من أصل سرياني وتعني مكان إقامة رجال الدين المسيحيين (الرهبان)....وكانت قديما تُعرف بقرية دير الراهب ولكن تم حذف الراهب في وقت لاحق...ولكن حتى اليوم لا يزال في هذه القرية حيّ يُطلق عليه اسم حي الراهب...
*الراهب: تعبير يطق على رجال دين مسيحيين..
هذه القرى الثلاث تقع في الشمال الشرقي لجزيرة المحرق وهي ثاني اكبر جزيرة في الممكلة البحرينية...
*سماهيج: هي ايضاً قرية تقع في الشمال الشرقي لجزيرة المحرق... هي تتوسط قرية قلالي في الجنوب وقرية الدير في الغرب...وخلال القرن العشرين تم اكتشاف آثار ثبت أنها تعود لكنيسة أو لبقايا دير كان مرجعاً هاماً للمسيحيين الذين قطنوا هذه المنطقة... ويرجح المكتشفون ان يكون هذا المكان هو مركز الأسقفية للمسيحين المنتشرين في تلك الجزيرة ومحيطها في ذلك الوقت...
-إذاً، كغيرها من معظم الدول العربية، عرفت البحرين الايمان المسيحي منذ بداية انتشار المسيحية على أيدي الرسل والمبشرين...ولكن بسبب الفتوحات والحروب والهيمنة بالقوة اضطر المسيحيون الى ترك بيوتهم وأرزاقهم ليتوزعوا على دول محيطة مشتتين بسبب إيمانهم بالمسيح...أما اليوم، ولأسباب عديدة، يتمتع من بقي من المسيحيين في البحرين بحرية بسيطة مقيدة ببعض الضوابط حيث لا يمكن لأي مسيحي ان يبشر بالمسيح بخلاف وصية الرب...نصلي من أجل منح المسيحيين مساحة أوسع للتعبير عن ايمانهم دون خوف أو رادع...وليتمجد اسم الرب في هذه البلاد الطيبة...